شخصيات ضيعة ضايعة

نضال سيجري أبدع بشخصية “أسعد خرشوف” والسرطان هزمه قبل تحقيق أحلامه!

في  الحادي عشر من شهر تموز/يوليو عام 2013، غيب الموت أحد أهم  الفنانين السوريين، حيث فارق ​نضال سيجري ​الحياة  عن عمر يناهز ال 48 عاما  بعد معاناة استمرت لمدة سنتين مع مرض  سرطان الحنجرة ، ووري جثمانه الثرى في مسقط رأسه بمدينة اللاذقية.

رحل وهو في أولى خطواته الفنية على سلم الطموح، وكان في جعبته مئات الأحلام الفتية التي رحلت معه ولم تر النور، حيث جاءت وفاته بينما بدأ نجمه يلمع وبخاصة بعد دوره في مسلسل “​ضيعة ضايعة​” في دور اسعد الخشروف، الذي كان نقلة نوعية في الكوميديا السورية.
جثمان نضال سيجري
وصيته
لم يكن نضال سيجري فناناً سورياً عجن بالإبداع والموهبة الأصيلة فحسب، بل كان قبل ذلك ابناً باراً لسوريا الأم العظيمة كما وصفها دائماً ببحة حنجرته حتى فقدها وهو يدعو أبناء جلدته للاحتكام إلى الحوار ونبذ السلاح.. وتجرد من جميع الطوائف واكتفى بأنه سوري، وكان هدفه دعوة أبناء سوريا للحب والسلام، وكان ابن سوريا المخلص والحنون.قدّم على مدى سنوات عمره التسع والأربعين، وخلال مسيرة فنية استمرت حوالى العشرين عاماً، أكثر من 15 مسرحية للمسرح القومي ومسرح الطفل، وعشرة أفلام سينمائية روائية وقصيرة، وأكثر من مئة تمثيلية ومسلسل تلفزيوني.أما المشهد الأخير، فجاء تلبية لوصية نضال سيجري عندما سجى جثمانه على خشبة المسرح القومي في اللاذقية، قبل أن تسدل الستار على مسيرته ويوارى الثرى.
جثمان نضال سيجري

وآخر ما كتبه على صفحته الخاصة على احد مواقع التواصل الإجتماعي: “وطني مجروح وأنا أنزف.. خانتني حنجرتي فاقتلعتها… أرجوكم لا تخونوا وطنكم”.

خبر وفاة نضال سيجري

في الحديث عن الشخصيات الخالدة فيه، سيقفز إلى ذهننا فوراً، “​أسعد خرشوف​” ذلك الريفي الجميل، الطيب الساذج، والوطني الساحر المغلوب على أمره، الذي ظهر في مسلسل “ضيعة ضايعة” حيث لعب سيجري هذا الدور بشكل لافت، وكرسه شخصية شعبية بامتياز، سكنت في وجدان الجمهور، في مسلسل كان نقطة علام في تاريخ الدراما السورية.

لـنضال  سيجري في التلفزيون ما يزيد على المئة مشاركة، استطاع من خلالها أن يرسم لوجوده في الشاشة الصغيرة نكهة خاصة، برزت من خلاله اشتغاله الصادق على أبعاد الشخصية وتبنيها فنياً، بحيث تصبح من لحم ودم سواء أكانت كوميديا أم تراجيديا، أم ضمن المسلسلات التاريخية أو البيئية.ومن أهم أعماله، نذكر “العبابيد” عام 1997 و”​بقعة ضوء​” بأكثر من جزء و”أبناء القهر” 2002 و”أيامنا الحلوة” و”​مرايا​” 2003، و”​عصر الجنون​” و”​ليالي الصالحية​” 2004، و”الانتظار” و”​غزلان في غابة الذئاب​” 2006، و”الحصرم الشامي” 2007، و”ضيعة ضايعة”   و”مرسوم عائلي” و”زمن العار” و”إذاعة فيتامين” 2009، و”كليوباترا” 2010 و”الخربة” 2011 و”المفتاح” 2012.

معلومات قد لاتعرفونها عن الراحل سيجري
بعد استئصال حنجرته، ظهر في ادوار صامتة في مسلسل “الخربة” 2011 و “​بنات العيلة​”و و”الأميمي” عام 2012.

تعاون فنياً مع المخرج ​الليث الحجو ​في 3 مسلسلات، هي “​الخربة​” عام 2011، “​الأرواح العارية​” عام 2012 و”​سنعود بعد قليل​” 2013.

لقبه محبوه وبعض النقاد بـ”​تشارلي تشابلن​ العرب” عن دوره في مسلسل بـ”ضيعة ضايعة”، بدور “أسعد خشروف”.

كان سيخرج فيلم “طعم الليمون”، الذي تناول فيه يوميات عائلات لاجئين فلسطينيين ونازحين سوريين من ​الجولان​ السوري، إضافة إلى مهجرين عراقيين اجتمعوا في منزل واحد، في حي فقير.

شارك ممثلاً في العديد من الأفلام، منها “الطحين الأسود”، “خارج التغطية”، “حادثة على الطريق”، “الترحال و”زهرة الرمان”.كُرّم في إطار الدورة الخامسة عشرة لمهرجان دمشق المسرحي في 2010، وكرمه مسرح بابل في العراق بعد رحيله بعرض مسرحية “حمام بغدادي”، التي كانت من إخراجه

أصبح عضواً في نقابة الفنانين السوريين في عام 1991.

كان متزوجاً من الكاتبة ​سندس برهوم​، ولديه منها ولدان.

ولد ودفن في اللاذقية، لكن تعود أصوله إلى قرية “سيجر”، في ريف إدلب الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى