ضيعة ضايعة

ماذا قصد ممدوح حمادة من حلقة “زمور الخطر” وحلقة “ام الطنافس التحتا” ضيعة ضايعة!

في حلقة من حلقات مسلسل ضيعة ضايعة الجزء الثاني حملت عنوان “زمور الخطر” او صافرة الانذار كما يطلقون عليها في بعض الدول راح سكان قرية “أم الطنافس الفوقا” وهي قرية مفترضة ورمزية، يتدربون على ما يجب فعله أثناء إطلاق الزمور وهذه التدريبات كانت شفوية فقط عن طريق ممثل الحكومة وراس السلطة في الضيعة رئيس المخفر “ادهم”.
لكن عطلا أصاب الزمور جعل النفير معلنا طوال الوقت، مما جعل سكان القرية في حالة استنفار دائم ، فخطر لضابط الشرطة أن يأخذ قيلولة ويترك النفير مدويا, ويختم المشهد بكلمات على الشاشة تقول إن القيلولة استمرت إلى يومنا هذا!

هل زمور الخطر هو قانون الطواريء؟

مشاهدون كثر لم يروا في زمور الخطر سوى قانون الطوارئ، لكن المخرج الليث حجو قال “إن زمور الخطر هو كل أشكال السيطرة على الناس، لكن القول إنه يرمز إلى قانون الطوارئ قد يكون تضييقا للمعنى”. وفي ما إذا كان يصنف مسلسله كوميديا سياسية قال حجو “نحن لا نسميها كذلك، ولا نريد أن نقحم العمل بما هو أكبر من حجمه. الناس تريد أن تراه كوميديا من دون أي مقولات”.

كاتب العمل د.ممدوح حمادة له راي آخر!

أما كاتب العمل الدكتور ممدوح حمادة، المقيم في بيلاروسيا قال “الناس قيموه كذلك نتيجة للرسائل السياسية التي حملتها بعض حلقاته، ولكن بعض الحلقات كان بعيدا كل البعد عن السياسة واكتفى بصراع الطبائع والمعاناة الإنسانية العامة”، وأضاف “الرسائل السياسية كان المقصود منها الوضع العربي بشكل عام”. ولدى سؤاله إن كان واجه أي مشكلات مع الرقابة في الجزء الثاني من المسلسل الذي حمل رسائل سياسة كثيرة مبطنة ، قال حمادة “على الإطلاق,لا نريد أن نجعل العمل عدائيا، علينا أن نترك قناة للتواصل، وليس مشروعنا التذاكي على الرقابة”.

البحث عن ام الطنافس التحتا

اللافت في هذا العمل، الذي حظي بمتابعة واسعة في سوريا والوطن العربي ، أنه محكم بمختلف عناصره، كتابة وإخراجا وتمثيلا وموسيقى، وبمقدار ما يبدو بسيطا بلا رسائل ولا يرمي إلا إلى الضحك البريء، يبدو محملا برسائل كبيرة. يبحث المسلسل في واحدة من حلقاته عن “أم الطنافس التحتا”، فطالما أن هناك أم الطنافس الفوقا، فلا بد من وجود أخرى تحتها. ذلك يستدعي الآثاريين للبحث في طبقات الأرض، وحين يتم العثور على كنوز أثرية يقتحمها مجهولون ويسرقونها، وعندما تستنفر القرية لمواجهتهم، وعلى رأسها رئيس المخفر، يلاحظ الأخير أرقام سيارات اللصوص، فيتعرف فيها على جهات أكبر من أن يطالها، فينصح أهل القرية بالعودة إلى بيوتهم.
والحلقة ذات مغزى عظيم تركز في مشهد واحد فقط وهو مشهد ظهور أرقام السيارات التي اقتحمت الموقع في جنح الظلام لتعبر عن واقع عربي مرير حدث في الماضي ويحدث الان ومستمر في المستقبل!
فهل سمحت الرقابة بهذه الحلقة ام قامت بحذف ذلك المشهد في بلدك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى