سوريات

مسلسل ابتسم ايها الجنرال مستوحى عن رواية “خريف البطريرك”

كل من قرأ رواية “خريف البطريرك” للروائي الكولومبي الشهير” غابرييل غارسيا ماركيز” والتي تروي قصة السلطة المطلقة التي يتمتع بها الحاكم الديكتاتور سيعتقد ان هذه الرواية لها صلة بمسلسل ابتسم ايها الجنرال وخاصة في الفصل الأخير من الرواية, ويبدو ان كاتب العمل سامر رضوان قد تاثر فعلا بهذه الرواية التي نال مؤلفها جائزة نوبل للاداب عام 1982.
ومن خلال متابعة الحلقات الاولى من ابتسم ايها الجنرال تبدو مظاهر تاثر الكاتب السوري برواية خريف البطريرك واضحة من خلال تصوير الحاكم الطاغية الخائف من المحيطين به والذي اطلق عليه الكاتب الكولمبي لقب “الجنرال” واكثر ماكان يخشاه هو ان يتسلسل شخص مجهول الى قصره في لحظة غفلة الحراس ثم يقتله, ولكن في رواية الكاتب الكولومبي تكون نهاية الحاكم من خلال تسلسل ملك الموت “عزرائيل” الى قصره المقفل باشد انواع الاقفال ثم يقبض روحه دون ان يشعر احد من الحراس ان الجنرال الذي ارعبهم وحكم بالنار والحديد قد مات! ويروي غابرييل الحوار الاخير الذي دار بين الملك الموت والجنرال المستبد الذي يرفض ان يموت ” فيصرخ في وجه عزرائيل قائلا: “ساعتي لم تحن بعد.. ينبغي أن أموت نائماً وفي مكتبي، كما قرأت العرافات في قصعات الزيت” ليجيبه صاحب الحقيقة الوحيدة “كلا.. جنرال، لن تموت إلا هنا، حافي القدمين، مبهدل الثياب”.
خريف البطريرك ابتسم ايها الجنرال
ربما تكون مخيلة الكاتب السوري المعارض سامر رضوان قد تخطت كل الحدود ووضعت المشاهد داخل القصر الجمهوري ليشاهد احداثا لايمكن ان يراها أحد من العامة باستنثاء قلة من المقربين من الرئيس واراد رضوان ان يسرد لنا سبب كل داء وبلاء وهو “الفساد المتغول سياسياً واقتصادياً واجتماعياً” واراد ايضا ان يصور لنا كيف تنهار الدولة وهو نمط استخدمه سامر رضوان مسبقا في سلسة “الولادة من الخاصرة” ليظهر عمق شخصيته ومداركه السياسية كمعارض.
ابتسم ايها الجنرال
لم تنته جميع حلقات المسلسل بعد وعملياً، لا يمكننا الحكم عليه من عدة حلقات ولكن يبدو ان الكاتب قد استوحى افكاره من رواية خريف البطريرك من ناحية تشابه الاحداث واسم الشخصية الاساسية “الجنرال ” والخوف من المستقبل الذي يعيشه ذلك الحاكم , وبذلك يكون سامر رضوان قد وضع نفسه امام تحدي كبير يحمل وعدا للجمهور بعمل غير مسبوق يصور لنا احداثا غير تقليدية من داخل مكتب الجنرال المستبد الذي يتحكم بالسلطة من جانبها السياسي ولا يعتمد كثيراً على “الأكشن” والأهم من هذا تسليط الضوء على “كيف يدير الاقتصاد في البلدان الفاسدة سياسياً” وأن يعطينا نموذجا من هذه الجوانب حتى يكون العمل متكاملاً على قدر جرأته وتحدياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى