ضيعة ضايعة

“حذاء” جودة ابوخميس بين المكافأة والعقاب!

لعل حذاء جودة ابو خميس او في اللهجة المحلية “التاسومة” أفضل تجسيد لواقعنا اليومي بطريقة كوميدية. فالحذاء يمثل العقاب حيناً، عندما يصرخ جودي: “دييببة”، بعد أن يغضب منها ليقوم برميها بفردة حذائه. وهو يمثل المكافأة أيضاً. فإذا أراد جودي مكافأة زوجته ديبة يهديها “كندرة”، وتسعد بها كثيراً!

جودة ابوخميس لا يرتدي الحذاء بشكل كامل فهو دائما مستعد لاي طاريء قد يحدث,فعندما تزعجه ديبة بكلامها او لا يتفق معها بالرأي نراه يتناول فردة الحذاء بكل سهولة ويقذفه خلفها كما شاهدنا في حلقة” يابحر يابو اليتامى” كيف لحق جودة بديبة وهو جالس مع المختار يشرح له طريقة الوصول الى اليونان واطلق خلفها فردة الحذاء وشتمها شر شتيمة! , فالمشاهد اصبح يتوقع خروج هذا السلاح الفعّال في وجه ديبة في اي مواجهة قد تحدث بين الاثنين,ولكن من يدقق اكثر سيكتشف ان اغلب الاوقات التي خرج فيها هذا السلاح العابر للقارات كان في مسألة “الرأي” فعندما دافعت ديبة عن اسعد وقالت: “انا مع الحق” رفع جودة الحذاء في وجهها , وعندما طلبت ديبة ان تعبر عن رايها كما شاهدنا في حلقة “تملق” كان جودة لها بالمرصاد , فجودة ابوخميس مقتنع تماما ان الحذاء الذي نلبسه في رجلنا دائما له استخدامات اخرى وربما الاستخدام الثانوي لهذا الحذاء هو فقط اننا نلبسه ونسير فيه اما الاستخدام الرئيسي هو… ؟؟ فالكاتب اراد ان يوصل فكرة”الحذاء” التي استوحاها من واقع عربي مرير فلا يوجد لدينا بلاد الرأي الآخر, فاما ان تكون معنا او نضربك بالحذاء!

حتى في لحظات الفرح والسرور كان الحذاء حاضرا فعندما علم جودة ابوخميس ان زوجته قد ورثت مبالغ ضخمة من خالتها في “جزر الكناري” ذهب الى جاره الحلوب “اسعد” ليحتال عليه بثمن الحذاء لكي يهديه لزوجته المغلوب على أمرها, فاشترى لها حذاء على شكل هدية مغلفة وكان واضحا لدى المشاهد ان الزوجة ليست معتادة على لبس حذاء فلا هي استطاعت المشي فيه ولا هو استطاع اقناعها بحبه لها, لان الفكرة التي تعمقت لديها عن الحذاء كانت فكرة سوداء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى